قصيدةٌ جمعت بين طياتها الابداعَ والجمالَ والروعة والروح الايمانية الطاهرة
و هي من ديوان : لمــــاذا نحبُّــــه؟!
[b]قدر حبه ولا مفر للقلوب
للشاعر الجزائري محمد جربوعة
للشاعر الجزائري محمد جربوعة
طبشورة صغيرة ينفخها غلام يكتبُ في سبورةٍ اللهُ و الرسولُ و الإســلام
يحبه الغـلام وتهمسُ الشفاهُ في حرارةٍ تحـرقها الدمـوع في تشهّدِ السـلام
تحبه الصفوفُ في صلاتها
يحبه المـؤتـمُّ في مـاليزيا و في جوارِ البيتِ في مكتهِ يحبهُ الإمام
تحبه صبية تنضّدُ العقيقَ في أفريقيا
يحبه مزارع يحفُر في نخلتهِ محمدٌ في شاطئ الفراتِ في ابتسام
تحبه فلاحة ملامحُ الصعيدِ في سحنتها تذكره و هي تذرُ قمحها لتطعم الحمام
يحبه مُولّه على جبالِ الألبِ و الأنديزِ في زاقروس في جليد القطبِ في تجمدِ العظام
يذكرهُ مستقبلاً تخرجُ من شفافهِ الحروفُ في بخارها تختالُ في تكبيرةِ الإحرام
تحبه صغيرة من القوقازِ في عيونها الزرقاءِ مثلَ بركةٍ يسرحُ في ضفافها اليمام
يحبه مشردٌ مسترجعٌ ينظرُ من خيمتهِ لبائسِ الخيام
تحبه أرملة تبللُ الرغيفَ من دموعها في ليلةِ الصيام
تحبه تلميذة شطورة تكتبُ في دفترها إلا الرسولَ أحمدٍ و صحبهُ الكرام
و تسألُ الدميةَ في أحضانها تهوينهُ ؟ تهزها من رأسها لكي تقول أي نعم و بعدها تنام
يحبه الحمامُ في قبابهِ يطيرُ في ارتفاعه الأذان في أسرابهِ ليدهشَ الأنظار
تحبه منابرٌ حطمها الغزاةُ في آهاتها في بصرةِ العراقِ أو في قروزني أو في غزةِ الحصار
يحبه من عبدَ الأحجارَ في ضلالهِ وبعدها كسرها و علّقَ الفؤوسَ في رقابها و خلفهُ استدار لعالمِ الأنوار
يحبه لأنه أخرجهُ من معبدِ الأحجار لمسجدِ القهار
يحبه من يكثرُ الأسفار يراهُ في تكسرِ الأهوالِ و الأمواجِ في البحار
يراهُ في أجوائهِ مهيمناً فيرسلُ العيونَ في اندهاشها و يرسلُ الشفاه في همساتها اللهُ يا قهار
و شاعرٌ يحبه يعصرهُ في ليلهِ الإلهامُ في رهبتهِ فتولدُ الأشعار
ضوئيةَ العيونِ في مديحهِ من عسجدٍ حروفها و نقطُ الحروفِ في جمالها كأنها أقمار
يحبه في غربةِ الأوطانِ في ضياعها الثوار
يستخرجون سيفهُ من غمدهِ لينصروا الضعيفَ في ارتجافهِ و يقطعُ الأسلاكَ في دوائرِ الحصار
تحبه صبيةٌ تذهبُ في صويحباتها لتملأَ الجرار
تقولُ في حيائها أنقذنا من وأدنا و تمسحُ الدموعَ بالخمار
تحبه نفسٌ هنا منفوسةٌ تحفرُ في زنزانةِ بحرقةِ الأظفار
محمدٌ لم يأتي بالسجونِ للأحرار تنكسرُ الأظفارُ في نقوشها و يخجلُ الجدار
تحبه قبائلٌ كانت هنا ظلالها تدورُ حولَ النار
ترقصُ في طبولها و بينها كؤوسها برغوةٍ تُدار
قلائدُ العظامِ في رقابها و المعبدُ الصخريُ في بخورهِ همهمةُ الأحبار
تحبه لأنهُ أخرجها من ليلها لروعةِ النهار
تحبه الصحراءُ في رمالها
ما كانتِ الصحراءُ في مضاربِ الأعرابِ في سباسبِ القفار
ما كانتِ الصحراءُ في أولها هل غيرُ لاتٍ وهوى و الغدرِ بالجوار
هل غيرُ سيفٍ جائرٍ و غارةٍ و ثار
تحبه القلوبُ في نبضاتها ما كانتِ القلوبُ في أهوائها من قبلهِ ليلى و هنداً و التي مهتوكةَ الأستار
وقربةُ الخمورِ في تمايلِ الخمّار
تحبه الصخورُ و النجومُ و الأفعالُ و الأسماءُ و الإعرابُ و السطورُ و الأقلامُ و الأفكار
يحبه الجوريُ و النسرينُ و النوار
يحبه النخيلُ و الصفصافُ و العرعار
يحبه الهواءُ و الخريفُ و الرمادُ و الترابُ و الغبار
تحبه البهائمُ العجماءُ في رحمتهِ
يحبه الكفار لكنهم يكابرون حبه و يدفنونَ الحب في جوانحِ الأسرار
لأننا نستنشقُ الهواءَ من أنفاسهِ و دورةُ الدماءِ في عروقنا من قلبهِ الكبيرِ في عروقنا تُـدار
نحبه لأنهُ الهواءُ و الأنفاسُ و النبضاتُ و العيونُ و الأرواحُ و الأعمار
نحبه لأنه بجملةٍ بسيطةٍ من أروع ِالأقدارِ في حياتنا من أروعِ الأقدار
و نحن في إيماننا نسلّمُ القلوبَ للأقدار.
لله درك يا شاعرنا طبت وطابت كلماتك وجعلها الله نبراسا لك في الجنة
[/b]