باب ساعات الوتر
رقم الحديث 950 في صحيح البخاري
قال أبو هريرة أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بالوتر قبل النوم
حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أنس بن سيرين قال قلت
لابن عمر أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة فقال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي
الركعتين قبل صلاة الغداة وكأن الأذان بأذنيه قال حماد أي سرعة
الشروح
قوله
: ( باب ساعات الوتر ) أي أوقاته . ومحصل ما ذكره أن الليل كله وقت للوتر ،
لكن أجمعوا على أن ابتداءه مغيب الشفق بعد صلاة العشاء ، كذا نقله ابن
المنذر . لكن أطلق بعضهم أنه يدخل بدخول العشاء ، قالوا : ويظهر أثر الخلاف
فيمن صلى العشاء وبان أنه كان بغير طهارة ثم صلى الوتر متطهرا أو ظن أنه
صلى العشاء فصلى الوتر فإنه يجزئ على هذا القول دون الأول ، ولا معارضة بين
وصية أبي هريرة بالوتر قبل النوم وبين قول عائشة " وانتهى وتره إلى السحر
" لأن الأول لإرادة الاحتياط ، والآخر لمن علم من نفسه قوة ، كما ورد في
حديث جابر عند مسلم ولفظه " من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره
، فإن صلاة آخر الليل مشهودة . وذلك أفضل . ومن خاف منكم أن لا يقوم من
آخر الليل فليوتر من أوله " .
قوله : ( وقال أبو هريرة ) هو طرف من حديث أورده المصنف من طريق أبي عثمان
عن أبي هريرة بلفظ " وأن أوتر قبل أن أنام " ، وأخرجه إسحاق بن راهويه في
مسنده من هذا الوجه بلفظ التعليق ، وكذا أخرجه أحمد من طريق أخرى عن أبي
هريرة .
قوله : ( أرأيت ) أي أخبرني .
قوله : ( نطيل ) كذا للأكثر بنون الجمع ، وللكشميهني أطيل بالإفراد ، وجوز
الكرماني في " أطيل " أن يكون بلفظ مجهول الماضي ومعروف المضارع ، وفي
الأول بعد .
قوله : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى )
استدل به على فضل الفصل لكونه أمر بذلك وفعله ، وأما الوصل فورد من فعله
فقط .
- ص 565 - قوله : ( ويوتر بركعة ) لم يعين وقتها ، وبينت عائشة أنه فعل ذلك
في جميع أجزاء الليل ، والسبب في ذلك ما سيذكر في الباب الذي بعده .
قوله : ( وكأن ) بتشديد النون .
قوله : ( بأذنيه ) أي لقرب صلاته من الأذان ، والمراد به هنا الإقامة ،
فالمعنى أنه كان يسرع بركعتي الفجر إسراع من يسمع إقامة الصلاة خشية فوات
أول الوقت ، ومقتضى ذلك تخفيف القراءة فيهما ، فيحصل به الجواب عن سؤال أنس
بن سيرين عن قدر القراءة فيهما . ووقع في رواية مسلم " أن أنسا قال لابن
عمر : إني لست عن هذا أسألك ، قال : إنك لضخم ألا تدعني أستقرئ لك "
الحديث . ويستفاد من هذا جواب السائل بأكثر مما سأل عنه إذا كان مما يحتاج
إليه ، ومن قوله : إنك لضخم " أن السمين في الغالب يكون قليل الفهم .
قوله : ( قال حماد ) أي ابن زيد الراوي ، وهو بالإسناد المذكور .
قوله : ( بسرعة ) كذا لأبي ذر وأبي الوقت وابن شبويه ، ولغيرهم " سرعة "
بغير موحدة ، وهو تفسير من الراوي لقوله " كان الأذان بأذنيه " وهو موافق
لما تقدم .
رقم الحديث 950 في صحيح البخاري
قال أبو هريرة أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بالوتر قبل النوم
حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أنس بن سيرين قال قلت
لابن عمر أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة فقال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي
الركعتين قبل صلاة الغداة وكأن الأذان بأذنيه قال حماد أي سرعة
الشروح
قوله
: ( باب ساعات الوتر ) أي أوقاته . ومحصل ما ذكره أن الليل كله وقت للوتر ،
لكن أجمعوا على أن ابتداءه مغيب الشفق بعد صلاة العشاء ، كذا نقله ابن
المنذر . لكن أطلق بعضهم أنه يدخل بدخول العشاء ، قالوا : ويظهر أثر الخلاف
فيمن صلى العشاء وبان أنه كان بغير طهارة ثم صلى الوتر متطهرا أو ظن أنه
صلى العشاء فصلى الوتر فإنه يجزئ على هذا القول دون الأول ، ولا معارضة بين
وصية أبي هريرة بالوتر قبل النوم وبين قول عائشة " وانتهى وتره إلى السحر
" لأن الأول لإرادة الاحتياط ، والآخر لمن علم من نفسه قوة ، كما ورد في
حديث جابر عند مسلم ولفظه " من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره
، فإن صلاة آخر الليل مشهودة . وذلك أفضل . ومن خاف منكم أن لا يقوم من
آخر الليل فليوتر من أوله " .
قوله : ( وقال أبو هريرة ) هو طرف من حديث أورده المصنف من طريق أبي عثمان
عن أبي هريرة بلفظ " وأن أوتر قبل أن أنام " ، وأخرجه إسحاق بن راهويه في
مسنده من هذا الوجه بلفظ التعليق ، وكذا أخرجه أحمد من طريق أخرى عن أبي
هريرة .
قوله : ( أرأيت ) أي أخبرني .
قوله : ( نطيل ) كذا للأكثر بنون الجمع ، وللكشميهني أطيل بالإفراد ، وجوز
الكرماني في " أطيل " أن يكون بلفظ مجهول الماضي ومعروف المضارع ، وفي
الأول بعد .
قوله : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى )
استدل به على فضل الفصل لكونه أمر بذلك وفعله ، وأما الوصل فورد من فعله
فقط .
- ص 565 - قوله : ( ويوتر بركعة ) لم يعين وقتها ، وبينت عائشة أنه فعل ذلك
في جميع أجزاء الليل ، والسبب في ذلك ما سيذكر في الباب الذي بعده .
قوله : ( وكأن ) بتشديد النون .
قوله : ( بأذنيه ) أي لقرب صلاته من الأذان ، والمراد به هنا الإقامة ،
فالمعنى أنه كان يسرع بركعتي الفجر إسراع من يسمع إقامة الصلاة خشية فوات
أول الوقت ، ومقتضى ذلك تخفيف القراءة فيهما ، فيحصل به الجواب عن سؤال أنس
بن سيرين عن قدر القراءة فيهما . ووقع في رواية مسلم " أن أنسا قال لابن
عمر : إني لست عن هذا أسألك ، قال : إنك لضخم ألا تدعني أستقرئ لك "
الحديث . ويستفاد من هذا جواب السائل بأكثر مما سأل عنه إذا كان مما يحتاج
إليه ، ومن قوله : إنك لضخم " أن السمين في الغالب يكون قليل الفهم .
قوله : ( قال حماد ) أي ابن زيد الراوي ، وهو بالإسناد المذكور .
قوله : ( بسرعة ) كذا لأبي ذر وأبي الوقت وابن شبويه ، ولغيرهم " سرعة "
بغير موحدة ، وهو تفسير من الراوي لقوله " كان الأذان بأذنيه " وهو موافق
لما تقدم .