قافية الراء
أدب المناظرة
إذا ماكنت ذا فضل وعلم *** بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون *** حليما لا تلح ولا تكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنان *** من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي *** بأني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا *** يمني بالتقاطع والتدابر
الشرح .. ناظر : جادل في العلم والرأي .. الحليم : ذو الصبر والأناة والعقل والعفو
تلح : تنشد .. تكابر : تتمسك بالرأي على باطل .. اللجوج : الكثير الإلحاح
يرائي : يخدع ... يمني : يجعل له أمنية .. التقاطع والتدابر : الخلاف والفراق
الاستعداد للآخرة
ياراقد الليل مسرورا بأوله *** إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
أفنى القرون التي كانت منعمة *** كر الجديدين إقبالا وإدبارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملك *** قد كان في الدهر نفاعا وضرارا
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها *** يمسي ويصبح في دنياه سفارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة *** حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها *** فينبغي لك أن لا تأمن النارا
الشرح .. يطرقن : يأتين ... الجديدين : الليل والنهار .. الإتيان والأدبار : الذهاب الأفول .. السفار : الكثير السفر ... الفروس : الجنة .. الأبكار : العذراوات
القناعة
أمطري لؤلؤا جبال سرنديب *** وفيضي آبار تكرور تبرا
أنا إن عشت لست أعدم قوتا *** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي *** نفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا ماقنعت بالقوت عمري *** فلماذا أزور زيدا وعمرا
الشرح .. تكرور : بلاد تنسب إلى قبيل من السودان في أقصى جنوب المغرب
وأهلها أشبه الناس بالزنوج .. التبر : الذهب .. أعدم .. أفتقر
عفو الإله والصبر
تدرعت ثوبا للقنوع حصينة *** أصون بها عرضي وأجعلها ذخرا
ولم أحذر الدهر الخؤون فإنما *** قصاراه أن يرمي بي الموت والفقرا
فأعددت للموت الإله وعفوه *** وأعددت للفقر التجلد والصبرا
ليس المرء بثيابه
حدث أبو الفضل بن أبي نصر الطوسي قال : سمعت أبا الحسين علي بن أحمد القصري يقول : حدثني بعض شيوخنا قال : لما أشخص الشافعي إلى (سر من رأى)
دخلها وعليه أطمار رثه وطال شعره ، فتقدم إلى مزين ، فاستقذره لما نظر إلى رثاثته ، فقال له : تمضي إلى غيري ، فاشتد على الشافعي أمره ، فالتفت إلى غلام كان معه فقال : أيش معك من النفقه ؟ قال : عشرة دنانير قال : أدفعها إلى المزين فدفعها الغلام إليه ، وولى الشافعي وهو يقول :
على ثياب لو تباع جميعها *** بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها *** نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وماضر نصل السيف إخلاق غمده *** إذا كان غضبا حيث وجهته فرى
وإن تكن الأيام أزرت ببزتي *** فكم من حسام في غلاف تكسرا
التكثر من الأصدقاء
وأكثر من الإخوان ما استطعت إنهم *** بطون إذا استنجدتهم وظهور
وليس كثيرا ألف خل لعاقل *** وإن عدوا واحدا لكثير
لاتغتر
تاه الأعيرج واستعلى به الخطر *** فقل له خيرا ما استعملته الحذر
أحسنت ظنك بالأيام إذا حسنت *** ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها *** وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الشرح ... الأعيرج : حية صماء كالأفعى
الرزية فقد الأحرار
لعمرك ما الرزية فقد دار *** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر *** يموت بموته خلق كثير
الشرح ... الرزية : المصيبة
الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر *** والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف *** وتستقر بأقصى قاعة الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها *** وليس إلا الشمس والقمر
الشرح : الجيف وهي الجثة المنتنة الفاسدة
تجنب هذه الأربعة
إني بليت بأربع يرمينني *** بالنبل عن قوس لهن ضرير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى *** أنى يفر عن الهوى نحرير
الرضى بحكم الدهر
وما كنت أرضى من زماني بما ترى *** ولكنني راض بما حكم الدهر
فإن كانت الأيام خانت عهودنا *** فإني بها راض ولكنها قهر
تقلب الأيام
عواقب مكروه والأمور خيار *** وأيام لا تدوم قصار
وليس بباق بؤسها ونعيمها *** إذا كر ليل ثم كر نهار
دية الذنب الاعتذار
قيل لي قد أسا عليك فلان *** ومقام الفى على الذل عار
قلت : قد جاءني وأحدث عذرا *** دية الذنب عندنا الاعتذار
الوحدة خير من جليس السوء
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي *** ألذ وأشهى من غوي أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنا *** أقر لعيني من جليس أحاذره
الشرح .. الخل : الصديق .. الغوي : الضال المنقاد للهوى
أقر لعيني : أكثر اطمئنانا لنفسي
فضل السكوت
وجدت سكوتي متجرا فلزمته *** إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إا في الرجال متاجر *** وتاجره يعلو على كل تاجر
صن الوجه من الذل
كل بملح الجريش خبز الشعير *** واعتقب للنجاة ظهر البعير
وجب المهمه المخوف إلى طنجة *** أو خلفها إلى الدردور
وصن الوجه أن يذل وأن يخضع *** إلا إلى اللطيف الخبير
الشرح .. الجريش : المطحون .. اعتقب: أمشي خلف
جب : الأمر من (جاب) بمعنى قطع .. المهمه : الصحراء الواسعه
الدردور : موضع في سواحل بحر عمان مضيق بين جبلين يسلكه الصغار من السفن
قطيعة
بلغ الشافعي أن رجلا يذكره من خلفه ويطعن عليه ، فكتب إليه بهذه الأبيات :
سأصبر فاصبر واقطع الوصل بيننا *** ولا تذكرني واسل بالله عن ذكري
فقد عشت دهرا لست تعرف من أنا *** وعشت ولم أعرفك دهرا من الدهر
سلام فراق لاموة بيننا *** ولا ملتقى حتى القيامة والحشر
غزل
قال أبو يعقوب البويطي : قلت للشافعي : قد قلت في الزهد فهل لك في الغزل شيء
فأنشد :
يا كاحل العين بعد النوم بالسهر *** ما كان كحلك بالمنعوت للبصر
لو أم عيني إليك الدهر ناظرة *** جاءت وفاتي ولم أشبع من النظر
سقيا لدهر مضى ماكان أطيبة *** لولا التفرق والتنغيض بالسفر
إن الرسول الذي يأتي بلا عدة *** مثل السحاب الذي يأتي بلا مطر
نفسي تتوق إلى مصر
وعن أبي بكر بن بنت الشافعي قال : كان الشافعي بمكة ، فأراد الخروج إلى مصر
فقال :
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر *** ومن دونها قطع المهامه والقفر
فوالله ما أدري ألفوز والغنى *** أساق إليها أم أساق إلى القبر
الشرح .. المهامه : جمع المهمه وهو الصحراء الواسعه .. القفر : المكان الذي لا ماء فيه ولا شجر .. أرض المفاوز مكان قطع المهامه
للرب أمر فوق أمري
أفكر في نوى إلفي وصبري *** وأحمد همتي وأذم دهري
وما قصرت في طلب ولكن *** لرب الناس أمر فوق أمري
الشرح .. النوى : الفراق والبعد
ندرة الأصحاب الأوفياء
كن سائرا في ذا الزمان بسيره *** وعن ألورى كن راهبا في ديره
وأغسل يديك من الزمان وأهله *** واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا *** أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره *** وتركت أعلاهم لقلة خيره
يتبـــــــــــــــع ،،
قافية السين
استغفار وتوبة
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس *** في السر والجهر والإصباح والغلس
وما تقلبت من نومي وفي سنتي *** إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة *** بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها *** ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا *** تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي *** ويوم حشري بما أنزلت في عبس
الشرح .. الغلس : الظلمة .. السنة : النعاس والغفوة
الآلاء : النعم .. مسي : مسيء وحذفت الهمزة لضرورة الوزن والقافيه
اللبس : الشبهة .. يوم الحشر : اجتماع الناس في القيامة وقوله أنزلت في عبس أي سورة عبس
واعض الناس
يا واعظ الناس عما أنت فاعله *** يا من يعد عليه العمر بالنفس
إحفظ لشيبك من عيب يدنسه *** إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغصلها *** وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها *** إن السفية لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على *** ما كنت تركب من بغل ومن فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد *** وضمة القبر تنسى ليلة العرس
الشرح .. الدنس : الوسخ والقذاره .. الرجس: القذر
عزة النفس
لقلع ضرس وضرب حبس *** ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد *** ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب *** وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار *** وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف *** وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر *** يرجو نوالا بباب نحس
الشرح .. القر : البرد الشديد .. القود : القصاص
الضب : حيوان من جنس الزواحف .. الأرض الخرس : التي لاتنبت زرعا ولا كلأ
الحبل القلس : الحبل الضخم .. النوال : العطاء
هل تذكرين ؟
قال الشافعي في وصف القلم :
هل تذكرين إذا الرسائل بيننا *** يجرين في الشجر الذي لم يغرس
أيام سرك في يدي ومثاله *** لي في يديك من الضمير الأخرس
مفخرة الإنسان العلم
العلم مغرس كل فخر فافتخر *** واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلم ليس يناله *** من همه في مطعم أو ملبس
إلا أخو العلم الذي يعنى به ** في حالته عاريا أو مكتسي
فاجعل لنفسك منه حظا وافرا *** واهجر له طيب الرقاد وعبس
فلعل يوما إن حضرت بمجلس *** كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
الأصدقاء عند الشدائد
صديق ليس ينفع يوم بؤس *** قريب من عدو في القياس
وما يبقى الصديق بكل عصر *** ولا الإخوان إلا للتآسي
عمرت ةالدهر ملتمسا بجهدي *** أخا ثقة فألهاني التماسي
تنكرت البلاد ومن عليها *** كأن أناسها ليسو بناس
يتبـــــــــــــع ..
قافية الصاد
الخلفاء الراشدين
شهدت بأن الله لا رب غيره *** وأشهد أن البعث حق وأخلص
وأن عرى الإيمان قول مبين *** وفعل زكي قد يزيد وينقص
وأن أبا بكر خليفه ربه *** وكان حفص على الخير يحرص
وأشهد ربي أن عثمان فاضل *** وأن عليا فضله متخصص
أئمة قوم يهتدى بهداهم *** لحى الله كم أياهم يتنقص
فما لغواة يشتمون سفاهة *** وما لسفيه لا يحيص ويخرص
العلم نور
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
الشرح .. وكيع هو وكيع بن الجراح أحد العلماء الأعلام
قافية الضاد
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي *** وقد ملكت أيديكم البسط والقبضا
فماذا يرجى منكم إن عزلتم *** وعضتكم الدنيا بأنيابها عضا
وتسترجع الأيام ما وهبتكم *** ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
هكذا الصداقة
قال الشافعي لصديق جفاه :
لست ممن إذا جفاه أخوه *** أظهر الذم أو تناول عرضا
بل إذا صاحي بدا لي جفاه *** عدت بالود والوصال ليرضى
كن كما شئت لي فإني حمول *** أنا أولى من عن مساويك أغضى
حب آل محمد
نسبت الخوارج الشافعي إلى الرفض حسدا وبغيا فقال :
ياراكبا قف بالمحصب من منىً *** واهتف يقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منىً *** فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي
الشرح .. المحصب : موضع رمي الأحجار من منىً .. الخيف : غرة بيضاء في الجبل الأسود الذي خلف جبل أبي قبيس وبها سمي مسجد الخيف ..
الناهض : المرتفع منها