السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت اطرح لكم هذا الموضوع للإمام الشافعي يشمل نبذه بسيطه عنه
وديوانه الشعري واتمنى ان ينال على اعجابكم الموضوع راح يكون متجدد ...
نسبـــــه ..
هو أبو عبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب
بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هاشم بن عبدالمطلب بن عبد مناف بن قصي
بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضير
بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
بن أد بن أدد
ويجتمع مع الرسول عليه الصلاة والسلام في عبد مناف المذكور
مولده ونشأته ..
ولد الامام الشافعي في غزة سنة خمسين ومئة
اما مكان ولادته فقد اختلف فيه فقيل ولد بغزة بفلسطين وقيل بعسقلان
وقيل باليمن والراجح انه ولد بغزة استاندا بقول الشاعر
وإني لمشتاق الى أرض غزة *** وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها ***كحلت بها من شدة الشوق كتماني
وتوفي والده وهو لم يزل صغيرا فعاش في كنف والدته أول سنتي حياته بين غزة وعسقلان ثم حملته أمه الى مكه ، فعاش فيها .
وفاته ..
أصيب الامام الشافعي بمرض مزمن عذبه طويلا هو داء البواسير ولكنه مع مرضه
تابع رسالته التعليمية والفقهية حتى وافته المنية يوم الجمعه الواقع في
التاسع والعشرين من رجب عام 204 هـ ، فدفن في مصر تاركا ولدين هما
أبو عثمان محمد وأبو الحسن وبنتين هما زينب وفاطمة وعشرات المصنفات
الفقهية وغيرها .
قافية الهمــــــــزة
الرضا بقضاء الله
دع الأيام تفعل ماتشاء *** وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي *** فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا *** وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا *** وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب *** يغطيه ، كما قيل ، السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا *** فأن شماتة الاعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل *** فما في الناس للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني *** وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور *** ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ماكنت ذا قلب قنوع *** فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا *** فلا أرض تبقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن *** إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين *** فما يغني عن الموت الدواء
لا تهزأ بالدعاء
اتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن *** لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ماشاء ربي *** ويرسلها إذا نفذ القضاء
حب النساء جهد البلاء
أكثر الناس في النساء وقالوا *** إن حب النساء جهد البلاء
ليس حب النساء جهدا ولكن *** قرب من لا تحب جهد البلاء
عمر الانسان
واحسرة للفتى ساعة *** يعيشها بعد أودائه
عسر الفتى لو كان في كفه *** رمى به بعد أحبائه
شرح أي لو كان العمر بيد الانسان ، لوضع حدا له بعد فقد أحبائه
الصبر على فقد الأحباء
من يتمن العمر فليدرع *** صبرا على فقد أحبائه
ومن يعمر يلق في نفسه *** مايتمناه لأعدائه
شرح فليدرع : فليتخذ درعاً ، فليتحل .
يتـــــــــــــــــــــــــــــبع
قافية الباء
الكفر بالمنجمين
خبرا عني المنجم أني *** كافر بالذي قضته الكواكب
عالما أن مايكون وماكان *** قضاء من المهيمين واجب
شرح .. يقول أخبرا عني المنجمين انني كافر بعلومهم ومزاعمهم فلا أومن الا بقضاء الله وقدره .
سكوتي عن اللئيم جواب
قل ماشئت في مسبة عرضي *** فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا عادم الجواب ، ولكن *** ما من الأسد أن تجيب الكلاب
الترحال وعزة النفس
سأضرب في طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريبا
شرح .. تلفت : هلكت . لله درها : ما أكثر خيرها
الحظوظ
تموت الأسد في الغابات جوعا *** ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام عل حرير *** وذو نسب مفارشه التراب
شرح الضأن : الغنم
تجنب الكذب
لئن بعدت دار المعزى ونابه *** من الدهر يوم والخطوب تنوب
لمشي على بعد على علة الوجى *** أدب ومن يقضي الحقوق دبوب
ألذ وأحلى من مقال وخلفه *** يقال إذا ماقمت : أنت كذوب
وهل أحد يصغي إلى عذر كاذب *** إذا قال لم تأب المقال قلوب
شرح نابه : أصابه .. الخطوب : المصائب
الوجا : الحفا .. أدب : أمشي مشيا بطيئا
تأبى : ترفض
أنت حسبي
أنت حسبي ، وفيك للقلب حسب *** ولحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صح *** من الدهر ماتعرض خطب
شرح حسبي : كفايتي .. ودادك : حبك .. تعرض : ألم .. خطب : مصيبة
غرور المظهر
أرى الغر في الدنيا إذا كان فاضلا *** ترقى على روس الرجال ويخطب
وإن كان مثلي لا فضيلة عنده *** يقاس بطفل في الشوارع يلعب
شرح الغر : من لاتجربه له .. ترقى : صعد
علي رقيب
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ، ولكن قل : علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما يخفي عليه يغيب
غفلنا لعمر الله حتى تراكمت *** علينا ذنوب بعدهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى *** ويأذن في توباتنا فنتوب
شرح خلوت : انفردت
خالف هواك
إذا حار أمرك في معنيين *** ولم تدر حيث الخطا والصواب
فخالف هواك فإن الهوى *** يقود النفوس إلى ما يعاب
آل محمد
تأوه قلبي والفؤاد كئيب *** وأرق نومي فالسهاد عجيب
فمن مبلغ عني الحسين رسالة *** وإن كرهتها أنفس وقلوب
ذبيح بلا جرم ، كأن قميصه *** صبيغ بماء الأرجوان خضيب
فللسيف أغوال وللرمح رنة *** وللخيل من بعد الصهيل نحيب
تزلزلت الدنيا لآل محمد *** وكادت لهم صم الجبال تذوب
وغارت نجوم واقشعرت كواكب *** وهتم أستار ، وشق جيوب
يصلي على المبعوث من آل هاشم *** ويغزى بنوه!! إن ذا لعجيب
لئن كان ذنبي حب آل محمد *** فذلك ذنب لست عنه أتوب
هم شفعائي يوم حشري وموقفي *** إذا مابدت للناظرين خطوب
السماحة وحسن الخلق
إذا سبني نذل تزايدت رفعة *** وما العيب إلا ان أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة *** لمكنتها من كل نذل تحاربه
ولو أنني أسعى لنفعي وجدتني *** كثير التواني للذي أنا طالبه
ولكنني أسعى لأنفع صاحبي *** وعار علي الشبعان إن جاع صاحبه
شرح النذل : الخسيس الحقير .. مساببه : ابادله السباب
التواني : التقصير في العمل ، وعدم الاهتمام به
دعابه
قال الشافعي : تزوجت إمرأه من قريش بمكة ، وكنت أمازحها فأقول :
ومن البلية أن تحب ولا يحبك من تحبه
ويصد عنك بوجهه وتلح أنت فلا تغبه
شرح يصد : يعرض ويشيح .. أغب الزائر : جعل زيارته كل أسبوع
مظاهر الشيب ومحاسن الأعمال
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي *** وأظلم ليلي إذا أضاء شهابها
أيا بومة قد عششت فوق هامتي *** على الرغم مني حين طار غرابها
رأيت خراب العمر مني فزرتني *** ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعم عيشا بعدما حل عارضي *** طلائع شيب ليس يغني خضابها؟
وعزة عمر المرء قبل مشيبه *** وقد فنيت نفس تولى شبابها
إذا أصفر لون المرء وأبيض شعره *** تنغص من أيامه مستطابها
فدع عنك سوءات الأمور فإنها *** حرام على نفس التقى أرتكابها
وأد زكاة الجاه وأعلم بأنها *** كمثل زكاة المال تم نصابها
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم *** فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولاتمشين في منكب الأرض فاخرا *** فعما قليل يحتويك ترابها
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها *** وسيق إلينا عذبها وعذابها
فلم أرها إلا غرورا وباطلا *** كما لاح في ظهر الفلاة سرابها
وماهي الا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن أجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبي لنفس أودعت قعر دارها *** مغلقة الأبواب مرخى حجابها
الشرح .. خبت : انطفأت .. المفارق : جمع المفرق وهو وسط الرأس الذي يفرق فيه .. البومة : طائر يتشاءم منه .. الهامه : أعلى الرأس وقوله حين طار غرابها
أي حين ذهب سوادها ... العارض : صفحة خد الإنسان ..
الخضاب : مايلون به الشعر من حناء ونحوه .. تنغض : تكدر وساء
ومن أجمل ماقيل في معنى البيت قول الشاعر
إن حال لون الرأس عن لونه *** ففي خضاب الرأس مستمتع
هب من له شيب له جيلة *** فما الذي يحتاله الأصلع؟
سوءات الأمور : قباحها .. نصاب الزكاة : المقدار الذي تجب فيه
المنكب : الطريق ... عذبها وعذابها : حلوها ومرها
لاح : ظهر ... الفلاة : الصحراء المترامية الأطراف
السراب : مايتراءى للمسافر في الحر الشديد
تجتنبها : تبتعد منها .. نازعتك خاصمتك
طوبي : هنيئا .. أولعت : أحبت .. يريد : طوبى لمن يحب المكوث بعيدا عن الناس ، فلا يناله أذاهم .
حق الأديب
أصبحت مطرحا في معشر جهلوا *** حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب
والناس يجمعهم شمل ، وبينهم *** في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما الذهب الإبريز يشركه *** في لونه الصفر، والتفضيل للذهب
والعود لو لم تطب منه روائحه *** لم يفرق الناس بين العود والحطب
الشرح .. مطرحا : منبوذا
الذهب الإبريز : الذهب الصافي
الحث على الترحال
مافي المقام لذي عقل وذي أدب *** من راحة فدع الأوطان وأغترب
سافر تجد عوضا عمن تفارقه *** وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده *** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما أفترست *** والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة *** لملها الناس من عجم ومن عرب
والبدر لولا أفول منه ما نظرت *** إليه في كل حين عين مرتقب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه *** والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه *** وإن تغرب ذاك عز كالذهب
الشرح .. انصب : اتعب واجتهد .. ساح : جرى
أفول : غياب . مرتقب . من يترقب ظهوره
التبر : الذهب .. عز : إمتنع
القناعة ومصير الظالمين
بلوت بني الدنيا فلم أرى فيهم *** سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارما *** قطعت رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفا في طريقه *** ولا ذا يراني قاعدا عند بابه
غني بلا مال عن الناس كلهم *** وليس الغنى إلا عن الشيء لا به
إذا ظالم يستحسن الظلم مذهبا *** ولج عتوا في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الليالي فإنها *** ستدعي له مالم يكن في حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا *** يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو في غفلاته *** أناخت صروف الحادثات ببابه
فأصبح لا مال ولا جاه يرتجى *** ولا حسنات تلتقي في كتابه
وجوزي بالأمر الذي كان فاعلا *** وصب عليه الله سوط عذابه
الشرح .. بلوت : اختبرت وجربت .. الإهاب : الجلد
جردت : شهرت .. الغمد : بيت السيف .. الصارم : السيف القاطع ... ذباب السيف : حده السيف
الضمير في (به) يعود على (الشيء)
لج في الأمر : لازمه وأبى ان ينصرف عنه .. العتو : الاستكبار والظلم
كله : وكل أمره .. صرف الليالي : مصائبها .. ستبدي له : ستظهر له
تيها : تكبرا وتجبرا .
أناخت : جلست وأقامت ، والفعل ، في استعماله الأصلي للبعير . صروف الحادثات : نكبات الأيام .. جوزي : عوقب
أتمنى لكم قراءة ممتعة